سورة فصلت - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


قوله عز وجل: {إذ جاءتهم الرسلُ مِن بين أيديهم ومِن خلفهم} فيه وجهان:
أحدهما: أرسل من قبلهم ومن بعدهم، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني: ما بين أيديهم عذاب الدنيا، وما خلفهم عذاب الآخرة، قاله الحسن.
قوله عز وجل: {فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الشديدة البرد، قاله عكرمة وسعيد بن جبير، وأنشد قطرب قول الحطيئة:
المطعمون إذا هبت بصرصرة *** والحاملون إذا استودوا على الناس
استودوا أي سئلوا الدية.
الثاني: الشديدة السموم، قاله مجاهد.
الثالث: الشديدة الصوت، قاله السدي مأخوذ من الصرير، وقيل إنها الدبور.
{في أيام نحسات} فيها أربعة أقاويل:
أحدها: مشئومات، قاله مجاهد وقتادة، كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك {سبع ليال وثمانية أيام حسوماً} قال ابن عباس: ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء.
الثاني: باردات، حكاه النقاش.
الثالث: متتابعات، قاله ابن عباس وعطية.
الرابع: ذات غبار، حكاه ابن عيسى ومنه قول الراجز:
قد أغتدي قبل طلوع الشمس *** للصيد في يوم قليل النحس
قوله عز وجل: {وأمّا ثمود فهديناهم} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: دعوناهم، قاله سفيان.
الثاني: بيّنا لهم سبيل الخير والشر، قاله قتادة.
الثالث: أعلمناهم الهدى من الضلالة، قاله عبد الرحمن بن زيد.
{فاستحبوا العَمى على الهدى} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: اختاروا العمى على البيان، قاله أبو العالية.
الثاني: اختاروا الكفر على الإيمان.
الثالث: اختاروا المعصية على الطاعة، قاله السدي.

{فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} وفي الصاعقة هنا أربعة أقاويل:
أحدها: النار، قاله السدي.
الثاني: الصيحة من السماء، قاله مروان بن الحكم.
الثالث: الموت وكل شيء أمات، قاله ابن جريج.
الرابع: أن كل عذاب صاعقة، وإنما سميت صاعقة لأن كل من سمعها يصعق لهولها.
وفي {الهون} وجهان:
أحدهما: الهوان، قاله السدي.
الثاني: العطش، حكاه النقاش.


قوله عز وجل: {فهم يوزعُون} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: يدفعون، قاله ابن عباس.
الثاني: يساقون، قاله ابن زيد.
الثالث: يمنعون من التصرف، حكاه ابن عيسى.
الرابع: يحبس أولهم على آخرهم، قاله مجاهد، وهو مأخوذ من وزعته أي كففته.

قوله عز وجل: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: لفروجهم، قاله ابن زيد.
الثاني: لجلودهم أنفسها وهو الظاهر.
الثالث: أنه يراد بالجلود الأيدي والأرجل، قاله ابن عباس وقيل إن أول ما يتكلم منه فخذه الأيسر وكفه الأيمن.

قوله عز وجل: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني وما كنتم تتقون، قاله مجاهد.
الثاني: وما كنتم تظنون، قاله قتادة.
الثالث: وما كنتم تستخفون منها، قاله السدي. قال الكلبي: لأنه لا يقدر على الاستتار من نفسه.
{ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون} حكى ابن مسعود أنها نزلت في ثلاثة نفر تسارّوا فقالوا أترى الله يسمع إسرارنا؟

قوله عز وجل: {وإن يستعتبوا فيما هم مِن المعتبين} فيه خمسة أوجه:
أحدها: معناه وإن يطلبوا الرضا فما هم بمرضى عنهم، والمعتب: الذي قُبل عتابه وأُجيب إلى سؤاله، قاله ابن عيسى.
الثاني: إن يستغيثوا فما هم من المغاثين.
الثالث: وإن يستقيلوا فما هم من المقالين.
الرابع: وإن يعتذروا فما هم من المعذورين.
الخامس: وإن يجزعوا فما هم من الآمنين.
قال ثعلب: يقال عتب إذا غضب، وأعتب إذا رضي.


قوله عز وجل: {وقيضنا لهم قرناءَ} فيه قولان:
أحدهما: هيأنا لهم شياطين، قاله النقاش.
الثاني: خلينا بينهم وبين الشياطين، قاله ابن عيسى.
{فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} فيه أربعة تأويلات:
أحدها ما بين أيديهم من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة، قاله السدي ومجاهد.
الثاني: ما بين أيديهم من أمر الآخرة فقالوا لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، قاله الكلبي.
الثالث: ما بين أيديهم هو فعل الفساد في زمانهم، وما خلفهم هو ما كان قبلهم، حكاه ابن عيسى.
الرابع: ما بين أيديهم ما فعلوه، وما خلفهم ما عزموا أن يفعلوه.
ويحتمل خامساً: ما بين أيديهم من مستقبل الطاعات أن لا يفعلوها، وما خلفهم من سالف المعاصي أن لا يتوبوا منها.
قوله عز وجل: {وقال الذين كفروا لا تسمعُوا لهذا القرآن} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لا تتعرضوا لسماعه.
الثاني: لا تقبلوه.
الثالث: لا تطيعوه من قولهم السمع والطاعة.
{والغوا فيه} وفيه أربعة تأويلات:
أحدها: يعني قعوا فيه وعيبوه، قاله ابن عباس.
الثاني: جحدوه وأنكروه، قاله قتادة.
الثالث: عادوه، رواه سعيد بن أبي عروبة.
الرابع: الغوا فيه بالمكاء والتصدية، والتخليط في النطق حتى يصير لغواً، قاله مجاهد.
قوله عز وجل: {وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضَلاّنا من الجن والإنس} فيهما قولان:
أحدهما: دعاة الضلالة من الجن والإنس، حكاه بن عيسى.
الثاني: أن الذي من الجن إبليس، يدعوه كل من دخل النار من المشركين، والذي من الإنس ابن آدم القاتل أخاه يدعوه كل عاص من الفاسقين، قاله السدي.
وفي قوله: {أرنا اللذَين} وجهان:
أحدهما: أعطنا اللذين أضلانا.
الثاني: أبصرنا اللذين أضلانا.
{نجعلهما تحت أقدامنا} يحتمل وجهين:
أحدهما: انتقاماً منهم.
الثاني: استذلالاً لهم.
{ليكونا من الأسفلين} يعني في النار، قالوا ذلك حنقاً عليهما وعداوة لها.
ويحتمل قوله {من الأسفلين} وجهين:
أحدهما: من الأذلين.
الثاني: من الأشدين عذاباً لأن من كان في أسفل النار كان أشد عذاباً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5